ذكرت صحيفة الثورة في عددها الصادر اليوم الجمعة أن "السوريين هم أكثر الشعوب استهلاكا لحلوى العيد في العالم " .
وأضافت "ويلاحظ متتبعو التقاليد ولع السوريين بالحلويات خاصة في الأعياد مما جعلهم من أكثر مستهلكي الحلويات في العالم حسب تقدير أولئك المتتبعين لاستهلاك الحلويات ، وليصبحوا في المقابل أحد أهم مصنعي ومصدري الحلويات الشرقية ".
وسوق الميدان يصدر حلويات دمشقية عريقة إلى الأسواق العربية والعالمية وفي الأعياد والمناسبات يفترش الباعة الأصناف المتعددة أمام المحال التجارية ويشهد السوق إقبالاً لافتاً .
وللحلوى نصيب وافر في العيد سواء المنزلية أو الجاهزة ، وتتسم صناعة حلويات العيد بالتنوع وتقسم بحسب المنطقة ، وتحتل منطقة الميدان المركز الأساسي لهذه الصناعة منذ مايقارب ربع قرن مع ظهور عائلات جديدة في هذه الصناعة عملت على تطويرها وتوسيعها .
وتطورت هذه الصناعة التي كانت لا تتجاوز أنواعها عدد أصابع اليدين في بدايات القرن الماضي لتبلغ نحو مئتي نوع حاليا ونتج عن تنوعها تصنيفات جديدة على أساس المناسبات والفصول والأسعار فمنها شتوي وصيفي إلى جانب الأنواع الفاخرة التي تظهر بذخ وغنى بعض العائلات مثل المبرومة والبلورية .
وتقسم الحلويات إلى قسمين شعبية للفقراء وفاخرة للأغنياء وتتراوح أسعار الحلويات من 200 ليرة إلى 800 ليرة وقد تتجاوز هذا الرقم إذا تم استخدام سمون عربية فاخرة ، وبدا الارتفاع في أسعار الحلويات هذا العام واضحا في حين يصدر 80 بالمئة تقريبا من الإنتاج إلى الخارج ، وأسهمت الخبرات المتوارثة والمكونات الطبيعية في إيصال علبة الحلويات الدمشقية إلى الأسواق العالمية .
وتعود شهرة الحلويات الدمشقية إلى فترة الحكم العثماني ، وهناك أصناف منها تعود إلى فترة الخلافة الراشدية ، ومعظم الحلويات من الأنواع الشهيرة والتي تصنع من الطحين والسكر والقطر والفستق الحلبي أو الجوز والسمنة العربية وأحيانا النباتية حسب الطلب ، ولها أنواع وأشكال ومذاقات ، منها "المبرومة والشرحات والبقلاوة والبلورية وكول وشكور والوربات بالفستق الحلبي والقشطة وزنود الست وأسوارة الست والأصابع"
وهذه كلها تسميات محلية حتى أن إحدى هذه الأنواع كانت تسميتها العامية "مغشوشة" وهي المبرومة بالقشطة بدلا من الفستق الحلبي ، كما جرى منذ سنوات صنع قطع مصغرة من المبرومة أطلق عليها "عش العصفور"