فيما يلي أبرز عمليات القرصنة في التاريخ:
1. اختطاف يوليوس قيصر (75 قبل الميلاد)
في العام 75 قبل الميلاد، كانت مدينة "سيليسيا"، الواقعة في جنوب تركيا حالياً، عاصمة القراصنة الذين أرهبوا السواحل الشرقية للبحر المتوسط قبل قرنين من ميلاد المسيح. ومن أبرز ضحاياهم الشاب النبيل، يوليوس قيصر، البالغ من العمر آنذاك 25 عاماً، وذلك أثناء توجهه إلى رودس.
وأثناء اختطافه على أيدي مجموعة من القراصنة، سحر قيصر خاطفيه عندما قال لهم أن يضاعفوا الفدية، فيما كان يمازحهم عن أنه سيوقع بهم العقاب القاسي.
وبعد أن أطلقوا سراحه، إثر دفع الفدية، عاد يوليوس قيصر على رأس الأسطول الروماني، وألقى القبض على خاطفيه جميعاً وقام بصلبهم.
2. اختطاف كنوز الأزتيك (عام 1523)
غزت إسبانيا إمبراطوريات الأمريكيين الأصليين في أمريكا الوسطى والجنوبية في القرن السادس عشر، ونجحت في مصادرة خزائن وذهب تلك الإمبراطوريات ونقلتها إلى إسبانيا.
وأثناء نقل تلك الثروات، قامت قوارب تابعة للقائد البحري للفرنسي جان فليري بمهاجمة السفن الإسبانية البطيئة والمدججة بالسلاح، وسيطر على ثلاث منها بما تحمله من كنوز، وهي أول حادثة قرصنة في التاريخ الحديث، والتي مهدت لاحقاً لعمليات القرصنة في المحيط الأطلسي والتي كانت تستهدف السفن الإسبانية.
3. بارباروسا يخضع كابري (عام 1535)
ربما يكون الإنسان وطنياً في بلده، ولكنه يعتبر قرصاناً في بلد أخرى، وهذا حال خير الدين بارباروسا (ذو اللحية الحمراء)، الذي كان أحد أبرز أربعة أشقاء عثمانيين، والذي أثارت مغامراته الإمبراطورية العثمانية والممالك المسيحية في البحر المتوسط.
في العام 1535، سيطر بارباروسا ورجاله على جزيرة كابري، غير البعيدة عن مدينة نابولي، التي كانت واحدة من أكثر المدن الأوروبية ثراء، بل وقام ببناء قلعة على الجزيرة مازالت قائمة حتى الآن.
4. فرانسيس دريك يهاجم قادش (عام 1584)
كان السير فرانسيس دريك القرصان المفضل للملكة إليزابيث، وكان جزء من المهام الموكلة إليه مهاجمة السفن الإسبانية المحملة بالكنوز والذهب المنقول من أمريكا الوسطى والجنوبية إلى إسبانيا.
وكان من بين أعظم أعمال القرصنة-الوطنية التي قام بها دريك، تلك التي نفذها ضد ملك إسبانيا، عندما شن هجوماً على ميناء قادش ودمر خلاله عدة سفن تابعة للبحرية الإسبانية، كان يتم إعدادها للمشاركة ضمن أسطول أرمادا، الذي كان مقرراً أن يشن هجوماً على إنجلترا.
5. كوشينغا يغزو تايوان (عام 1662)
كان كوشينغا يدين بالولاء لأسرة "مينغ" الصينية، التي سقطت عام 1644 أمام الغزاة المنشوريين ونصبوا أسرة "كينغ" لحكم البلاد.
وكان كوشينغا يهاجم المنشورين في البر والبحر من مسقط رأسه في مقاطعة فوجيان، ثم اصطخب معه 25 ألف رجل ومئات السفن، وأقام مقر قيادة له في تايوان التي حاصرها الهولنديون لمدة 10 شهور، لكنه نجح في صدهم، واستمر حكمه للجزيرة أكثر من 10 أعوام قبل أن تسقط بأيدي الدولة الصينية.
6. هنري مورغان يستولي على بنما (عام 1671)
كان الكثير من الذهب والفضة التي حصلت عليها إسبانيا من دول العالم الجديد يمر عبر بنما، ما جعلها واحدة من أغنى المدن وأكثرها ثراء في أمريكا الوسطى، وبالتالي أصبحت هدفاً للقراصنة واللصوص.
وفي عام 1671، هاجم القرصان الإنجليزي هنري مورغان، بدعم من الحكومة الإنجليزية، المدينة على رأس 1400 رجل، غير أنه لم يستول على أي من الذهب أو الفضة لأن الإسبان استبقوا الهجوم بنقله من المدينة قبل سقوطها بأيدي القرصان الذي أثار منطقة البحر الكاريبي.
7. الكابتن كيد يستولي على سفينة "كارا" (عام 1698
أثارت أعمال القرصان ويليام كيد، وهو قرصان كان يحظى بدعم الحكومة الإنجليزية أيضاً، مخيلة الكتاب والأدباء، إلى جانب أعمال بحث متواصلة عن كنوز كثيرة نجح القرصان بإخفائها عن أيدي القراصنة الآخرين.
غير أن أعظم عمل قام به هو أول أعماله في ميدان القرصنة، عندما سيطر على السفينة "كارا ميرشنت" من أمام سواحل الكاريبي، وباع معظم ما تحمله، من مواد، لكنه أخفى الكثير من كنوزها في منطقة تعرف حالياً بجمهورية الدومنيكان، بعد غرق السفينة.
8. ذو اللحية السوداء يحاصر تشارلستون (عام 1718
يعتبر إدوارد تيتش، واحداً من أكثر القراصنة إثارة للرعب في التاريخ، وأصبحت صورته وملابسه مثالاً للقراصنة في الأدبيات الحديثة، بلجيته السوداء وقبعته المثلثة الشكل، والمسدس على جانبه إضافة إلى السيف.
وكان من أعماله مهاجمة السفن التي تنقل التبغ والسكر من وإلى المستعمرات البريطانية، حيث كان يبيعها بعد الاستيلاء عليها.
على أن أبرز أعماله محاصرته لميناء تشارلستون بكارولينا الشمالية، وسيطر على عدة سفن، لكنه طالب بفدية محددة وهي الحصول على صندوق للأدوية مقابل إطلاق سراح الرهائن.
9. القرصانة "تشينغ" تعتزل ثرية (عام 1810)
بعد وفاة زوجها القرصان جينغ يي عام 1807، قادت تشينغ شيه، التي كانت تعمل في مجال الدعارة سابقاً، عدة مئات من السفن وبدأت تجبي الأموال في بحر الصين الجنوبي، وأصبح أسطولها، الذي عرف باسم أسطول الراية الحمراء، يدب الرعب في قلوب قاطني الساحل الصيني الجنوبي وماليزيا.
أما أعظم إنجازاتها، فكان عندما أعلنت تقاعدها، وذلك بعد أن منحتها الحكومة الصينية العفو بعد فشل الحكومة في هزيمة أسطول القرصانة، فوافقت على العفو، وأصبحت مليونيرة متقاعدة، وواصلت اهتمامها بأفراد طاقمها من القراصنة الذين عملوا معها، حيث حصلوا جميعاً على العفو من الحكومة الصينية.
10. استيلاء القراصنة على ناقلة النفط "سيريوس ستار" (عام 2008
استولى القراصنة العاملون في منطقة خليج عدن والقرن الأفريقي على العديد من السفن والقوارب، مثل اليخت الفرنسي وسفينة الشحن الأوكرانية التي تنقل شحنة دبابات إلى كينيا.
غير أن أبرز عملية اختطاف وقرصنة نفذها القراصنة الصوماليون هي السيطرة على ناقلة النفط السعودية سيريوس ستار، التي يزيد طولها على 1000 قدم، بحمولتها من النفط والتي تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار.