من المظاهر الشائعة ليس فقط في المشتى بل في سوريا كلها لا بل في جميع بلاد المنطقة العربية, إنها ظاهرة ارتداء ملابس تبدو عليها هيئة الهلهلة و القدم, وتصفيف الشعر بطريقة غريبة يبدو فيها و كأنه غير مصفف.
و تنشر هذه الظاهرة خاصة عند الشباب دون ال18 , و هم بذلك يظنون بأنهم يقلدون الغرب, دون أن يحاول أي منهم معرفة الأسباب التي أدت بشبان الغرب إلى ارتداء هكذا ملابس.
سوف أكتب لمحة موجزة عن أسباب ظهور هذا النمط من اللباس في الغرب :
ظهرت فكرة التمرد على الملابس و شكل الشعر, بين بعض الشبان في الغرب, بوصفها احتجاجا على سلطة المجتمع المظهري المتأنق الذي يخلو داخليا من الإحساس بنبض الحياة, و من التعاطف الإنساني, و لا يكترث إلا بتلبية مطالبه الاستهلاكية.
و إلى هذا الحد نستطيع أن نفهم الدوافع التي أدت بهؤلاء الشبان إلى أن يرتدوا ثيابا مهلهلة رثة, و يرسلون شعورهم, و غير ذلك من المظاهر التي نعرفها جيدا.
و لكن العدوى تنتقل إلى شبان آخرين, ينتمون إلى مجتمعات أخرى, و لا يعرفون شيئا عن الخلفية الفكرية الاجتماعية التي ظهرت في ظلها هذه الموجة, فإذا بالمظهر الشبابي الجديد يصبح ضرورة أساسية لهم, و تضيع الفكرة تماما حين تنتشر بينهم ملابس غالية الثمن إلى أبعد حد, و لكن مصمميها يتفننون لكي يعطوها مظهر القدم و الهلهلة!
و ينفق الواحد منهم جزءا كبيرا من ميزانيته لكي يصفف شعره على النحو الذي يبدو معه مسترسلا, خارجا عن المظهر القديم.
و هكذا فبينما كان الخروج عن المألوف, في البداية, أمرا مفهوما لأنه على الأقل ينطوي على فلسفة معينة, هي رفض القيم السائدة في المجتمع الاستهلاكي, نجده يتحول على يد هؤلاء المقلدين إلى شيء غير معقول على الإطلاق لأنه يتم في إطار القيم الاستهلاكية ذاتها, بل يشجع على المغالاة في هذه القيم .
و الآن بعد أن علمتم أن تقليدكم الأعمى لظاهرة ما دون معرفة خلفياتها قد أفقد هذه الفكرة معناها الذي ظهرت من أجله, ما رأيكم؟؟؟؟