انتهت وزارة الثقافة المصرية من مشروع تطوير متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية وإعداده للزيارة السياحية، ومن المنتظر أن تفتتحه قرينة الرئيس المصري سوزان مبارك في احتفالية كبرى أوائل العام المقبل 2009، وذلك بعد الانتهاء من كافة أعمال الترميم المعماري الدقيق لمبنى المتحف وعرض القطع الأثرية وفق سيناريو عرض متحفي جديد يتناسب مع عرض "أثمن وأرقى" قطع الحلي والمجوهرات التي تقدر بـأكثر من 11 ألف قطعة نادرة ترجع لأسرة محمد علي. |
تبلغ مساحته حوالي 4185 متراً مربعا |
وقال وزير الثقافة المصري فاروق حسني إن المشروع استغرق حوالي 3 سنوات بتكلفة إجمالية حوالي 50مليون جنيه وتضمن ترميم مبنى وقاعات المتحف وتغيير سيناريو العرض المتحفي وتزويد المتحف بأحدث فتارين العرض والإضاءة الحديثة والتأمين الإلكتروني ضد السرقة والحريق، مشيرا إلى أن متحف المجوهرات الملكية الذي يقع بحي فلمنج بزيزينا الإسكندرية هو أكبر المتاحف المصرية إذ تبلغ مساحته حوالي 4185 متراً مربعا وهو أغلاها وأثمنها لما فيه من نفائس المجوهرات والحلي.
من جانبه أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للآثار زاهي حواس أن محتويات المتحف تعود إلى عام 1805 عندما تولى محمد علي باشا عرش مصر والذي أسس الأسرة العلوية التي استمر حكمها 147 عاما وحلم بأن يجعل مصر مملكة مستقلة عن الإمبراطورية العثمانية، ونفس الحلم داعب خيال حفيده إسماعيل الذي أراد لمصر أن تكون قطعة من أوروبا وتوالى حكام الأسرة الذين غلب عليهم "حب الأبهة" واقتناء التحف الثمينة، فاستقطبوا إبداع الفنان المصري لنسج مشغولاتهم الذهبية والقطع الفنية التي زينت قصورهم وشهدت صخب احتفالاتهم الملكية وحفلات التتويح والمناسبات الرسمية، وبعد قيام ثورة تموز، 1952 تمت مصادرة تلك المجوهرات التي طالما زينت صدور الأمراء والأميرات ووضعت بخزائن الإدارة العامة للأموال المستردة، وظلت هكذا حبيسة ولم يخرجها من عزلتها سوى تقرير المجالس القومية المتخصصة الذي أوصى بإنشاء هذا المتحف الذي تعد مقتنياته قيمة مادية وفنية وتاريخية بالغة السمو.
|
المتحف يضم 11 ألفاً و500 قطعة أثرية وفنية |
وقال رئيس قطاع المتاحف محمد عبدالفتاح إن المتحف يضم 11 ألفاً و500 قطعة أثرية وفنية تخص أبناء الأسرة المالكة منها مجموعة الأمير محمد علي توفيق التي تضم 12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب وفيها 2753 فصا من الماس البرلنت والفلمنك وكيس نقود من الذهب المرصع بألماس بالإضافة إلى ساعة جيب السلاطين العثمانيين وعلى المينا رسم جامع مكحلة من الذهب الخالص و6 كاسات من الذهب مرصعة بـ 977 فصا من الماس برامنت والفلمنك ووزنها 374 جراما، ومن عصر الخديوى سعيد باشا نجد مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية هذا بالإضافة إلى الأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية وهي مرصعة بالمجوهرات والذهب الخالص وعملات أثرية قبطية ورومانية وفارسية وبيزنطية يبلغ عددها 4 آلاف قطعة.
وأول ما يلفت النظر في قاعة الأميرات تاج الأميرة شويكار وهو من أضخم تيجان مجوهرات أسرة محمد علي وأجملها في حين تأتي قاعة الملكة فريدة في المرتبة الثانية بعد قاعة زوجها الملك فاروق ومن مقتنياتها التاج المصنوع من الذهب والبلاتين والمرصع بـ 1506 قطع من الألماس مع قرط من البلاتين والذهب مرصع بـ 136 قطعة من الماس بالإضافة إلى مجموعة رائعة من الأقراط المرصعة بالماس والياقوت والزبرجد والزمرد وطقم كامل من المرجان.
أما مجموعة الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق والزوجة الأولى لشاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي فتضم محبساً من البلاتين عليه اسم الأميرة فوزية مرصع بالبرلنت وحزام مرصع بأكثر من 240 قطعة من الماس، ويضم المتحف معروضات أخرى منها ساعة ملكية مرصعة بالماس وتحفة فنية على شكل فيل مصنوعة من العاج المطعم بالماس والياقوت، ومجموعة من دبابيس الصدر الذهبية والبلاتينية وقصعة من الذهب الخالص.