كلُّنا يطمح إلى أن يكون الموظف الذي «لا يمكن الاستغناء عنه»؛ فمَن منا يريد أن يتمَّ فصله من الشركة التي يعمل فيها؟.
تُعدُّ السمعة المهنية من بين الأمور المهمة للإنسان، إلى جانب سمعته الشخصية بشكل عام؛ حيث يسعى الشخص، وبشكل طبيعي، للمحافظة على سمعة حسنة في مجاله المهني والمجال الاجتماعي بشكل عام.
.
نعمل (معظمنا) منذ بداية إدراكنا الحياة من حولنا، على تحسين صورتنا الخارجية وشخصيتنا أمام الآخرين.
ويسعى كلُّ شخص منا لأن يكون دائماً الشخص الناجح الذي يستطيع التحكُّم في الأمور من حوله بكفاءة وفعالية، بالإضافة إلى سعينا لأن نكون أشخاصاً محبوبين ومرغوبين وغير منبوذين في المجتمع الذي نعيش ضمنه.
وبالتالي، فإنَّ النجاح المهني والمحافظة على السمعة المهنية الجيدة، يعدَّان من الأمور التي يسعى إليها الشخص بشكل لا شعوري، للمحافظة على صورة إيجابية لنفسه.
ولكن، كيف يمكن لكلِّ شخص منا أن يكون الموظف الذي لا يمكن الاستغناء عنه أبداً؟.
قد لا تكون عملية التحوُّل إلى موظف مهم في الشركة التي يعمل فيها الشخص، من الأمور السهلة، إلا أنها في الوقت نفسه ليست مستحيلة، ويمكن لنا جميعاً أن نكون موظفين ناجحين لا يكون من السهل الاستغناء عنا.
العمل باحتراف
كلُّ شخص منا يرغب في أن يكون شخصاً فعالا في المجتمع؛ فلا أحد يرغب في أن يعيش حياته من دون معنى أو مغزى مهم.
ولكي تكون موظفاً فعَّالا لا يمكن الاستغناء عنه، حاول أن تكون شخصاً محترفاً في معظم المواقف في العمل.
ومن الضروري أن تفعل ما في وسعك، وتقدِّم أفضل ما عندك.
كما أنه ليس من الخطأ أبداً أن تطلب الاستشارة من الموظفين الأقدم منك في العمل، أو الأعلى منك مرتبة، عندما لا تكون قادراً على فهم بعض الأمور.
ويمكن لبعض الأشخاص أن يعتقدوا أنَّ طرح الأسئلة يمكن أن يضعهم في موقف «الأغبياء»، إلا أنَّ لا أحد في هذه الحياة وُلِدَ وهو يعرف كلَّ شيء من دون أن يعمل على تطوير ذاته.
وينصح الخبراء بأنه لتصبح موظفاً ناجحاً حاول أن تكون فعالاً دائماً ضمن المؤسسة التي تعمل فيها، وذلك من خلال مساعدة الآخرين أيضاً على أن يقدِّموا أفضل ما لديهم.
اعترف بأخطائك
يجب على كلِّ موظف أن يتذكَّر دائماً أنَّ مَن لا يعمل لا يخطئ، وبالتالي فإنَّ أيَّ شخص منا يمكن أن يكون مُعرَّضاً لأن يخطئ. ولكن، يجب على مَن يريد فعلاً أن يكون الموظف الذي يصعب الاستغناء عنه، أن يعترف بالأخطاء التي يرتكبها.
إذ إنَّ تحمُّل مسؤولية الأعمال التي تقوم بها وتحمُّل مسؤولية الأخطاء، من أهم السمات التي تميِّز الموظف الجيد.
ويقول الخبراء، إنه من الضروري أيضاً أن تحاول تجنُّب الأخطاء في المستقبل؛ فمن الخطر أن تستمرَّ في ارتكاب الأخطاء.
وهنا حاوِل أن تكتشف لماذا ارتكبت الخطأ؟ وأين المشكلة بالتحديد؛ فهل الأمر يعود إلى أدائك المهني أم إلى خبرات جديدة لا تمتلكها؟.
وبالتالي، يجب أن تطوِّر أداءك قدر الإمكان، وتعزِّز الأماكن الضعيفة في قدراتك المهنية؛ كتقوية اللغة على سبيل المثال، أو تقوية قدراتك من الناحية التقنية والعملية.
«ارتدِ» الموقف الإيجابي كلَّ صباح
قبل أن تتوجَّه إلى عملك في الصباح، حاول أن «ترتدي» الموقف الإيجابي تجاه عملك، وأنت ترتدي ملابسك.
ويقول الخبراء، إنَّ الموقف الإيجابي الذي تحمله تجاه عملك يساعدك وبشكل كبير على التحوُّل إلى الموظف الذي يصعب الاستغناء عنه.
كما أنَّ النظرة الإيجابية إلى العمل تساعدك على اتخاذ المسؤوليات بنشاط وحيوية، وتمحو الشعور بالتردُّد والخوف من خوض «الامتحانات» المهنية الضرورية لتحقيق النجاح في المجال المهني.
هذا وإنَّ الحالة الإيجابية تساعد أيضاً على التخلُّص من التوتر والإجهاد النفسي الذي يُعدُّ من أسوأ الأمور التي يمكن أن تصيب الموظف