بمناسبة حلول شهر رمضان نشرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية تقريرا عن تأثير أنفلونزا الخنازير هذا العام على أحد أهم المظاهر التى تميز شهر الصوم وهى عمرة رمضان.
حيث يستقبل مسلمو الشرق الأوسط هذا العام شهر رمضان فى ظل تأثير هذا الفيروس، الذى أدى بالفعل إلى تناقص عدد المعتمرين فى هذه الفترة من العام التى كانت تشهد عادة تدفق مئات الآلاف من المسلمين إلى مكة.
تشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من العدد المرتفع من القادمين إلى مكة المكرمة هذا الأسبوع، إلا أن هذا العدد لا يزال أقل بكثير من المعتاد عليه فى هذا الوقت من العام. ويرجع ذلك إلى إصابة وصول أنفلونزا الخنازيرفى الوقت الراهن إلى غالبية دول المنطقة، مما سيؤثر سلبا على النشاط الاقتصادى لمدينة مكة الذى قد يتراجع بنسبة 40% خلال الأشهر المقبلة، كما يشير سعد القرشى، من غرفة التجارة والصناعة فى مكة المكرمة. خاصة فى ظل القيود المفروضة فى مصر وإيران على العمرة هذا العام.
فقد حظرت إيران فى بداية أغسطس السفر إلى المملكة العربية السعودية خلال شهر رمضان، فى حين قررت مصر، واحدة من الدول التى تضم كل عام أكبر عدد من المعتمرين إلى الأراضى السعودية، حظر العمرة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة وتقل عن 25 عاما.
فضلا عن ذلك، طلبت السلطات الكويتية تأجيل عمرة الأشخاص الأكثر عرضة للفيروس، حيث يصل عدد المصابين بهذا المرض فيها إلى أكثر من 900 مريضا. وقد نصحت وزارة الصحة المواطنين الكويتيين بتجنب التقبيل والمصافحة باليد خلال التهنئة بحلول بداية شهر رمضان.
هذا بالإضافة إلى النداء الذى وجههه الممثلون الرسميون لمسلمى أوروبا يوم الثلاثاء ينصحون فيه المسلمين فى الدول الأوروبية بعدم إجراء عمرة شهر رمضان هذا العام.
فقد ألغى العديد من الحجاج القادمين من أوروبا حجزهم لعمرة شهر رمضان من هذا العام، فى أعقاب التحذيرات التى أطلقتها الحكومات ومنظمة الصحة العالمية، من مخاطر التواجد فى أماكن تتجمع فيها حشود بأعداد كبيرة، كما يقول نسيم خان من فندق جراند ميركيور أم القرى، الذى يستقبل على الأخص الحجاج من أوروبا، مشيرا إلى الضرر الذى أصابهم من الأزمة الاقتصادية وأنفلونزا الخنازير على حد سواء.
وتشير الصحيفة إلى أن عدد المصابين بأنفلونزا الخنازير قد وصل فى المملكة العربية السعودية إلى 2000 حالة، فى حين بلغ عدد الوفيات من هذا الفيروس فيها إلى 14 شخصا منذ 3 يونيو الماضى. وأن السعودية لا تجرى أى فحوص إجبارية قبل الدخول إلى أراضيها، ولكنها تطلب من الدول التى يأتى منها المعتمرون القيام بذلك.
وتقول الصحيفة إن البعض يرى أن السعودية، التى تعد حارسة الأماكن المقدسة الإسلامية، لا تستطيع أن تحظر الحج أو العمرة إلى أراضيها.